تبدأ اعراض الحمل بتغيرات في الجسم والحالة النفسية للمرأة، وعلى الرغم من أن هذه الأعراض قد تكون مرهقة في بعض الأحيان، إلا أنها تُعد علاماتٍ إيجابية على بدء رحلة الحياة الجديدة، رحلة تنطوي على الكثير من الحب واللهفة تجاه ذلك الصغير المنتظر.
تعد معرفة أعراض الحمل المبكرة أمراً هاماً، فهي تساعد المرأة على إدراك حدوث الحمل مبكراً واتخاذ الإجراءات اللازمة للحفاظ على صحتها وصحة جنينها. وفي هذا المقال، سنتناول بالتفصيل أهم أعراض الحمل المبكرة وأسبابها والتدابير التي يمكن اتخاذها لتخفيفها.
متى تبدأ أعراض الحمل؟
تبدأ أعراض الحمل عادةً في الظهور بعد مرور 4 إلى 6 أسابيع من آخر دورة شهرية. ووفقًا لدراسة استباقية اًجريت، بدأ نصف النساء يعانين من الأعراض بحلول اليوم السادس والثلاثين بعد آخر دورة شهرية، وظهرت الأعراض لدى 89% منهن بحلول نهاية الأسبوع الثامن.
ومن المهم ملاحظة أن بداية الأعراض وشدتها قد تختلف بشكل كبير بين الأفراد.على سبيل المثال، قد تعاني النساء المدخنات للتبغ من ظهور الأعراض متأخرًا. بالإضافة إلى ذلك، قد يكون للحمل الذي يؤدي إلى الإجهاض المبكر مسار أعراض مختلف، حيث تكون الأعراض غالبًا أقل وضوحًا أو متأخرة.
ماهي أعراض الحمل المبكرة؟
- غياب الدورة الشهرية: العلامة المبكرة الأكثر تأكيدًا على الحمل هي غياب الدورة الشهرية.
- الغثيان والقيء: غالبًا ما يشار إليه باسم غثيان الصباح، وهما من الأعراض الشائعة. وعادة ما يبدأان في حوالي الأسبوع السادس من الحمل ويمكن أن يحدثا في أي وقت من اليوم.
- تغيرات الثدي: من الشائع أن يصبح الثديان منتفخين أو مؤلمين أو حساسين بسبب التغيرات الهرمونية. وقد يصبح لون الهالة داكنًا أيضًا.
- التعب: يمكن أن تؤدي المستويات المرتفعة من هرمون البروجسترون إلى الشعور بالتعب والنعاس بشكل كبير.
- كثرة التبول: تؤدي التغيرات الهرمونية إلى زيادة تدفق الدم إلى الكلى، مما يتسبب في ملء المثانة بشكل أسرع، مما يؤدي إلى كثرة التبول.
- تغيرات في الشهية: تعاني العديد من النساء من تغيرات في حاسة التذوق والشم، مما يؤدي إلى النفور من بعض الأطعمة أو الرغبة الشديدة في تناول أطعمة أخرى.
- تقلبات المزاج: يمكن أن تؤدي التقلبات الهرمونية إلى تغيرات عاطفية وتقلبات مزاجية.
- الانتفاخ: يمكن أن تسبب التغيرات الهرمونية انتفاخًا مشابهًا لأعراض ما قبل الحيض.
- النزيف المهبلي: قد تعاني بعض النساء من تقلصات خفيفة ونزيف خفيف، يُعرف باسم نزيف الانغراس، والذي يحدث عندما تلتصق البويضة المخصبة ببطانة الرحم، ولكن النزيف الأكثر شدة قد يكون علامة على فقدان الحمل المبكر.
- ارتفاع درجة حرارة الجسم: يمكن أن يكون الارتفاع المستمر في درجة حرارة الجسم الأساسية مؤشرًا مبكرًا للحمل.
من المهم ملاحظة أنه على الرغم من شيوع هذه الأعراض، فإن وجودها وحده لا يؤكد الحمل، ويُعد اختبار الحمل ضروريًا للتأكيد. يمكن أن تختلف هذه الأعراض بشكل كبير بين الأفراد وقد لا تكون جميعها موجودة في كل مرحلة مبكرة من الحمل. ومن المهم أن ننظر إلى هذه الأعراض في سياق التقييم السريري الشامل.
أعراض الحمل التي تؤثر على الجسم والبشرة
يؤدي الحمل إلى مجموعة متنوعة من التغيرات الفسيولوجية التي تؤثر على الجسم والبشرة. وتشمل التغيرات الجلدية الشائعة ما يلي:
- الكلف والتصبغ: يعد هذا أحد أكثر التغيرات انتشارًا، حيث يصيب ما يصل إلى 90.7% من النساء الحوامل. وغالبًا ما يتجلى في شكل الكلف والخط الأسود، وهو خط داكن يمتد على طول البطن.
- علامات التمدد: تحدث هذه العلامات لدى حوالي 77.1% من النساء الحوامل، وتظهر عادة على البطن والثديين والفخذين بسبب التمدد السريع للجلد. كيف تتخلصي من علامات تمدد الجلد هنــا؟
- التغيرات الوعائية: تشمل هذه التغيرات الأورام الوعائية العنكبوتية، واحمرار راحة اليد، والدوالي. الأورام الوعائية العنكبوتية أكثر شيوعًا بين النساء البيض، في حين يرتبط احمرار راحة اليد بزيادة تدفق الدم والتغيرات الهرمونية.
- تغيرات الشعر والأظافر: يمكن أن يؤدي الحمل إلى زيادة نمو الشعر وزيادة سماكة صفائح الأظافر. تطول مرحلة نمو الشعر، مما يؤدي إلى زيادة كثافة شعر فروة الرأس، في حين قد تصبح الأظافر أكثر سمكًا ولكنها لا تنمو بشكل أسرع بالضرورة.
- الوذمة: التورم، وخاصة في الوجه والأطراف، أمر شائع ويحدث بسبب زيادة حجم الدم واحتباس السوائل.
- الحطاطات والبقع الشروية الحاكة أثناء الحمل (PUPPP): هذا هو مرض جلدي محدد أثناء الحمل يتميز بحطاطات وبقع حمراء حاكة بشدة، وعادة ما تبدأ في البطن وتنتشر إلى الفخذين والذراعين.
الفرق بين أعراض الحمل المبكرة وأعراض الدورة الشهرية
يمكن أن تتداخل أعراض الحمل المبكر وأعراض الدورة الشهرية بشكل كبير، ولكن هناك اختلافات رئيسية يمكن أن تساعد في التمييز بين الاثنين.
على الرغم من وجود تداخل كبير، فإن غياب الدورة الشهرية والغثيان /القيء أكثر تحديدًا للحمل المبكر، في حين أن تقلصات البطن وتقلبات المزاج أكثر شيوعًا لأعراض الدورة الشهرية.
هل هناك فرق بين علامات الحمل بولد والحمل ببنت؟
لا يوجد دليل قاطع على أن علامات الحمل تختلف بشكل كبير بناءً على جنس الجنين.ومع ذلك، استكشفت بعض الدراسات الاختلافات المحتملة:
- زيادة حجم الثدي: وجدت إحدى الدراسات أن النساء اللاتي يحملن أجنة ذكور كان لديهن زيادة أكبر في حجم الثدي أثناء الحمل مقارنة باللواتي يحملن أجنة إناث، على الرغم من أن الفرق لم يكن جوهريًا.
- الغثيان والقيء: أفادت دراسة أخرى أن النساء اللاتي يحملن أجنة إناث يعانين من تكرارات أعلى من الغثيان والقيء خلال الأشهر الثلاثة الأولى مقارنة بأولئك اللاتي يحملن أجنة ذكور.
- الاختلافات الهرمونية: أظهرت الأبحاث أن مستويات هرمون الغدد التناسلية المشيمية البشرية (hCG) في مصل الأم تكون أعلى في حالات الحمل بأجنة إناث، وخاصة في الثلث الثالث من الحمل.
- مضاعفات الحمل: أشارت دراسة كبيرة إلى أن النساء اللاتي يحملن أجنة ذكور لديهن خطر أعلى للإصابة بمضاعفات معينة مثل انفصال المشيمة والولادة المبكرة، في حين أن النساء اللاتي يحملن أجنة إناث لديهن خطر أعلى للإصابة بتسمم الحمل ونمو المشيمة.
ورغم أن هذه النتائج تشير إلى بعض الاختلافات، إلا أنها ليست متسقة أو ذات دلالة كافية للتنبؤ بشكل موثوق بجنس الجنين بناءً على أعراض الحمل وحدها. وبالتالي، فإن العلامات السريرية للحمل متشابهة عمومًا بغض النظر عما إذا كان الجنين ذكرًا أم أنثى.
لو كنتي بتخططي للحمل ومش عارفه تبدا من فين جبنالك حاسبة ايام التبويض المذهلة احسبي الان
نصائح للحامل لتخفيف أعراض الحمل
لتخفيف أعراض الحمل، يمكن استخدام العديد من الاستراتيجيات القائمة على الأدلة:- الغثيان والقيء: تشمل العلاجات الأولية الزنجبيل وفيتامين ب6 (بيريدوكسين)، وكلاهما أثبت فعاليته وأمانه. يمكن تناول الزنجبيل على شكل مسحوق مخلوط بالطعام أو المشروبات، أو على شكل حلوى. يتوفر البيرودوكسين في شكل أقراص، وأقراص استحلاب، ومصاصات. تُستخدم أيضًا مضادات الهيستامين H1 مثل ديمينهيدرينات وميكليزين بشكل شائع ولها سجل أمان جيد.
- مرض الارتجاع المعدي المريئي (GERD): كربونات الكالسيوم ومضادات الهيستامين H2 ومثبطات مضخة البروتون هي خيارات آمنة وفعالة لإدارة مرض الارتجاع المعدي المريئي أثناء الحمل.
- الإمساك: يوصى باستخدام الملينات التناضحية ، ومستحضرات الألياف ، والبروبيوتيك لعلاج الإمساك عند النساء الحوامل.
- التهاب الأنف الناجم عن الحمل: غسول الأنف الملحي عالي التوتر ومضادات الهيستامين آمنة ومفيدة. يمكن أيضًا استخدام الكورتيكوستيرويدات عن طريق الأنف لعلاج التهاب الأنف التحسسي المزمن.
- الترطيب والنظام الغذائي: تناول وجبات صغيرة متكررة، وتجنب الأطعمة الدهنية/التوابل، والحفاظ على ترطيب الجسم هي تعديلات نمط الحياة الموصى بها بشكل عام. كما أن تناول البسكويت الجاف أو الخبز المحمص قبل الاستيقاظ في الصباح يمكن أن يساعد أيضًا في تخفيف الغثيان.
- العلاج بالضغط على نقاط معينة من الجسم: تشير بعض الدراسات إلى أن العلاج بالضغط على نقاط معينة من الجسم، مثل العلاج بضمادة الأذن، قد يوفر راحة من الغثيان والقيء، على الرغم من الحاجة إلى مزيد من البحث لتأكيد فعاليته.
هذه الاستراتيجيات مدعومة بالأدلة السريرية ويمكن التوصية بها بأمان للنساء الحوامل لتخفيف أعراض الحمل الشائعة.